المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

في تركيا .. رجل يغير حياة الكثير من اللاجئين السوريين

 
   
11:32


في تركيا .. رجل يغير حياة الكثير من اللاجئين السوريين

رجل واحد يستطيع تغيير حياة الآخرين. ليس عليك سوى أن تسأل اللاجئين السوريين في توربالي، بالقرب من إزمير، عما يقوم به ليفان توبسو.

ليفان، المعروف لدى اللاجئين ببساطة باسمه الأول، يبلغ من العمر 52 عاماً وهو مدير عام شركة تركية تصنّع السلع الجلدية ويعمل فيها 60 شخصاً. والأهم من ذلك أنه فرد في مجموعة أصدقاء على فيسبوك أنشأت جمعية لمساعدة الأشخاص المحتاجين، بما في ذلك حوالي 2.7 مليون لاجئ سوري في تركيا. وقد غير ليفان وأصدقاؤه، بمساعدة من المفوضية، حياة أكثر من 100 شخص هنا، حسب موقع مفوضية اللاجئين.

منذ ثلاثة أشهر، قامت مجموعته بترميم مبنى مهجور حتى يصبح ملائماً لعيش فيه عدد كبير من العائلات. ومن ثم ذهب ليفان إلى المآوي والخيام المزرية التي نصبها اللاجئون بالقرب من الحقول التي يعملون فيها.

أفادت عبير، وهي سورية بالغة من العمر 32 عاماً ومعها 10 أطفال، وكانت قد فرت من قريتها بالقرب من حلب منذ عام، قائلة: “وجدَنا ليفان. في ذلك الوقت، كانت خيامنا غارقة بمياه الأمطار. وأحضرَنا إلى هذا المبنى. لا يمكن وصف ما شعرنا به. أخيراً وجدنا شخصاً يهتم بنا. ووفر لنا مرحاضاً. يحضر لنا الطعام والبطانيات، والحلويات للأطفال. وفي الأمس، أحضر لنا غسالة”.

يقول ليفان: “نحن نبذل قصارى جهدنا لكننا نعتقد بأن ما نقوم به ما زال غير كاف”.

ومع دخول قانون تركي جديد حيز التنفيذ في يناير، يمنح اللاجئين حق الحصول على تصاريح عمل، سرعان ما تحرك هو وجمعيته “Unity Solidarity”. وحتى ذلك الحين، لم يكن السوريون الذين فروا من الحرب بالإضافة إلى مئات آلاف اللاجئين الآخرين يتمتعون بالحق القانوني في العمل.

وبعد الحصول على النصح والمساعدة من المفوضية، بادر ليفان إلى تطبيق القانون. فوجد سوريَين، وتولى مسألة توفير الوثائق والمستندات، وفي غضون ستة أسابيع، أزال العقبات البيرقراطية. ويعمل الرجلان حالياً في مصنع Ege، وهو المصنع الأول الذي يستخدم لاجئين في المنطقة، وهما يكسبان الراتب نفسه كزملائهما الأتراك.
وقال محمد، وهو أحد الرجلين: “إنه عمل جيد وأشكر الله على ذلك”. بدأ محمد في العمل منذ شهرين، ويضيف: “هدفي أن أعود إلى وطني مع عائلتي. ولم أفكر يوماً بالذهاب إلى أوروبا. لذا بقينا هنا وأستطيع العمل حالياً”.

حصل سوريان إضافيان على تصريح للعمل وهما يعملان في المصنع حالياً. وسيبدأ اثنان آخران، ليصبح المجموع ستة سوريين. ووفقاً للقانون، لا يجوز أن يتجاوز عدد اللاجئين نسبة 10% من مجموع اليد العاملة في أي شركة.

وقال ليفان: “لدينا قول بأنه يمكنك أن تقدّم للمرء سمكاً ليأكله أو يمكنك أن تعلمه الصيد. وهذا ما نحاول فعله مع تصاريح العمل”. وأضاف: “في الشتاء الماضي، عرفت أن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين بحاجة إلى أحذية وفكرت في استخدام بعض قطع الجلد الأقل جودة لصنعها لهم. لكن لدي أصدقاء كثر وقدّم لي أحدهم قطع جلد عالي الجودة وصنعنا 2,300 زوج من الأحذية. ووزعناها عليهم هنا وفي المناطق الجنوبية في المخيمات حول غازي عنتاب.

يمكنك أن تقدّم للمرء سمكاً ليأكله أو يمكنك أن تعلمه الصيد

ثم لاحظت أن الكثير من اللاجئين لا يملكون جوارب. فاتصلت بصديق آخر وقمنا بتوفير الجوارب عليهم جميعاً”.

وفي المخيم الذي أنشأته جمعيته، يحصل اللاجئون على المسكن والتدفئة والكهرباء والطعام مجاناً. وسيتم تقديم الطعام والسكن مجاناً للرجال العاملين في شركة ليفان حتى نهاية العام ما يسمح لهم بادخار بعض المال.

يقول ليفان بأن دافعه بسيط: “هؤلاء الأشخاص هم إخوتي وأخواتي. ونحن لا نعيش إلا حياة واحدة ويجب علينا تقديم المساعدة. لدي الكثير من الملابس لذا قدّمت إحدى بزاتي الجميلة. لكنني احتفظت بالأفضل في المنزل”.

وختم ليفان قائلاً: “ما زال الطريق أمامي طويلاً